إلى الحوزات العلمية

هوية الکتاب

تأليف اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

الطبعة الثانية/ 1423ه_ / 2002م

مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5951 / 13 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@alshirazi.com

الطلیعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ

رِسَالاَتِ اللهِ

وَيَخْشَوْنَهُ

وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَ اللهَ

وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبا

صدق الله العلي العظيم

سورة الأحزاب: الآية 39

كلمة ناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

إن من نتائج الإعراض عن ذكر الله والمنهج الرباني الذي ارتضاه لعباده هي كثرة العلل والأسقام التي تصيب الفرد والمجتمع على السواء والتي يصعب علاجها، لأنها تصيب القلب والعقل، وعندها يكون الطبيب قليلاً والدواء عزيزاً، وهذه سنة من السنن الإلهية لا محيص عنها، قال تعالى: *ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى*(1).

فلقد أراد الله للإنسان أن يعيش حياة هنيئة سعيدة خالية من الأتعاب والأنصاب فلا يجوع ويعرى ولا يظمأ ويضحى، فبعث إليه الرسل والأنبياء عليهم السلام ليوضحوا له معالم الطريق ويرشدوه إلى طريق الحق وسبيل النجاة، وهذا ما نجده في الكثير من الآيات القرآنية والروايات الشريفة المروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

ولكن من المؤسف أن ترى كل ما حل ويحل بالبشرية من البلايا والكوارث والأخطار المحدقة بها والتي في انتظارها ثم تسكت سكوت اللامبالي وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وأنت بيدك الدواء والحل الأمثل، ألا وهو الإسلام الذي جاء لسعادة الإنسان في الدارين. إن المؤمن الواعي والرسالي لا يهدأ له بال ولا تغمض له عين إلا عندما يرى دين الله مطبقاً وسننه جارية،هكذا كان الأنبياء والأولياء وعباد الله الصالحون، يقول أمير المؤمنين عليه السلام واصفاً النبي صلي الله عليه و اله: «طبيب دوار بطبه قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه، من قلوب عمي وآذان

صم وألسنة بكم، متتبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة..»(2).

ومن هذا المنطلق جاءت توصيات آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) _ إلى الحوزات العلمية _ كي تقوم بأداء واجبها الملقى على عاتقها الذي شرفها الله به من نشر علوم الدين وهداية الناس أجمعين، مشمرة عن ساعد الجد لا تأبه بالمشاكل والصعاب باذلة الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الله العليا.

لقد سعى الإمام الراحل (رضوان الله عليه) طيلة الخمسين سنة الماضية من خلال تصديه للمرجعية الدينية إلى تحقيق أمنيات عديدة في سبيل نشر الثقافة الدينية، كان منها ما جاء على لسان حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ مصطفى بهرمن (حفظه الله) حيث قال: «لقد بعث إليّ سماحة الإمام الراحل (عليه الرحمة) رسالة يطلب فيها رؤيتي وذلك قبل وفاته بأسبوعين، فذهبت إلى مدينة قم المقدسة في النصف من شهر رمضان المبارك 1422ه_ لمقابلته، وبعد أن استقر بي المجلس قال لي: كانت من أمنياتي ثلاثة أمور:

1: السعي لهداية جميع المسيحيين إلى الإسلام.

2: السعي لهداية جميع مخالفي أهل البيت عليهم السلام إلى المذهب الحق ودعوتهم للتمسك بحبلهم المتين.

3: السعي لتوحيد كلمة الشيعة في العالم.

ثم قال: لكني لم أصل إلى تحقيقها، ولكنكم وكافة الأفراد الذين عندهم المقدرة على إعداد المقدمات والوسائل يلزمكم بذل السعي والجهد من أجل تحقيق هذه الأمور»(3).

إن مؤسسة المجتبى ومن باب الالتزام بهذه الوصية الجليلة سعت في إعادة طبع ونشر الكتاب القيم (إلى الحوزات العلمية) تعميماً للفائدة وإجابة للداعي قال تعالى: *يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم* ومن

لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين*(4).

مؤسسة المجتبى

للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 5951 / 13

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

1 لقد آن الأوان

قال تعالى: *هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ*(5).

لقد آن الأوان..

لأن ننصر الإسلام، ونجدد عهده بالناس.

فالوقت مناسب جداً، وقلّما نجد مثل هذه الفرصة، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «انتهزوا الفرص فإنها تمر مرّ السحاب»(6).

إن الدنيا _ وخصوصاً دنيا الغرب والشرق _ قد عجزت عن الحياة لما طرأ عليها من المشاكل، ولذا فهي مستعدة جداً لإلقاء نفسها في أحضان الإسلام إذا تعرفت على الإسلام، لما في الإسلام من الهدوء والسكينة، والرفاه والاطمئنان، والسعادة والسلام.

وذلك عندنا _ نحن المسلمين فقط _ إذ الإسلام وحده الدين الذي يسير إلى الأمام أبداً، ولا يتخلف عن حضارة أو مدنية، أو تقدم أو علوم، ونحن المسلمين الذين نحمل مشاعل الهداية، وقد شرفنا الله بحمل رسالة السماء لننشرها في الأرض:

*كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ*(7).

ألا، فلنستعد للسير، وننفض عن أنفسنا غبار الكسل والخمول، ونسير معاً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ولنعلم أن أكبر قوى الكون معنا وهي قوة الله سبحانه: *إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ*(8).

2 نحن الأغنياء

نحن المسلمين، أغنياء بكل معنى الكلمة:

أغنياء مبدءً وعقيدةً.

أغنياء مادة وثروة.

أغنياء حضارة ومدنية.

أغنياء سوابق وأوائل.

أغنياء حيوية ونشاطاً.

أغنياء علماً وثقافة.

أغنياء آداباً وأخلاقاً.

وإنما نحتاج إلى الحركة فقط وفقط.

فمثال المسلمين، مثال الذهب في المعدن، إنه أثمن شيء، ولكنه يحتاج إلى المظهر والبروز.

أو مثل القوة الكهربائية المودعة في الكون، وتحتاج إلى المفجر والآلة...

إن رجال الدين المنتشرين في المعاهد الإسلامية كالنجف الأشرف وكربلاء المقدسة، وقم المشرفة، وخراسان المباركة، وغيرها وغيرها، أكثر من ربع مليون، هم حملة الإسلام، وحفظة الشريعة، ومصابيح الظلام، ونجوم الهداية، والمبدأ الذي يحملونه ويبشرون به آخر ما أنزله إله الكون لسعادة البشر إلى الأبد، والمادة متوفرة في البلاد الإسلامية

وعند التجار والأخيار الذي يمتون إلى هذا الدين بصلة...

إذاً لا نحتاج إلا إلى تحريك هذه القوى الخيرة، للبناء والإرشاد، وهداية الناس من الظلمات إلى النور، وهذا أمر ممكن بل يسير، إذا أخلصنا في العمل وصمدنا، وصبرنا بكل إصرار، فقد قال الله سبحانه: *إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا*(9).

وقال تعالى: *فادع واستقم*(10).

وقال أيضاً: *وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*(11).

يقول الشاعر:

لا تقولن مضت أيامه

إن من جد على الدرب وصل

وفي المثل:

(من جدّ وجد، ومن لج ولج، ومن أكثر طرق الباب، أوشك أن يسمع الجواب)..

إذاً فعلينا أن نستعد لنشر الإسلام، في آفاق الغرب والشرق، وسائر البلاد البعيدة عن الإسلام.

3 التفكر عبادة

إن أهم ما نحتاج إليه هو التفكر، في هذا الميدان _ كما هو مورد احتياج كل ميدان _.

وليس ذلك بالأمر العسير _ كما ربما يزعم _.

فإن من الممكن للقارئ، أن يجعل من نفسه رأساً مفكراً، وذلك بأن يجتمع باثنين أو ثلاثة أو خمسة من أصدقائه المخلصين، ويجعلون لهم برنامج التفكير الدائم، يجتمعون كل أسبوع مرة، ساعتين أو ثلاث ساعات، ويتذاكرون في شؤون التبليغ والدعوة إلى الله، وكيفية العمل ومقدماته، ويتباحثون حول مناهجه ومقوماته؟.

ومن أين ينبغي أن يبدؤوا؟.

وكيف ينبغي أن يعملوا؟.

وما هو مقدار العمل الذي يحاولون إنجازه؟.

وما هي أبعاد الواقع الذي يريدون خوضه؟.

وبعدما يقرروا شيئاً يعملوا على تطبيقه؟.

وهكذا جلسة بعد جلسة، واجتماعاً بعد اجتماع، وتداولاً بعد تداول، حتى ينتهوا إلى النتيجة المطلوبة، فإنه ما قصد امرئ شيئاً إلا وصل إليه أو وصل قريباً منه.

والرجال العظام لم يتقدموا إلا بالتفكير والعزم والإقدام.

وقد قال الشاعر:

إن فريدون لم يكن ملكا

ولم يكن بالعبير معجونا

جاد وأعطى فنال مرتبة

فجد وأعط تكن فريدونا

مثلاً: يجتمع ثلاثة، يتذاكرون احتياج البلد الفلاني في الغرب إلى مبلّغ...

ثم مَنْ الصالح لإرساله إلى هناك؟..

ثم ما

مقدار ما يحتاج إليه؟.

ثم العمل لإنجاز هذه الفكرة...

وبعد ذلك يتجهون إلى إنسان آخر.

ثم إلى مبلغ ثالث.

ورابع وهكذا.

ولربما تمكنوا في ظرف خمس سنوات، من إيفاد خمسين مبلغاً ومرشداً إلى مختلف نقاط العالم.

وقد أرى أن بعض من يطالع هذه الكراسة يقول: دعنا، فإنا عاجزون عن تدبير أنفسنا فكيف نقدر على ما ذكرت؟.

ولكن ليتذكر من يرى نفسه ضئيلاً، قصة (الطيطو) التي ذكرت في كتاب (كليلة ودمنة)(12).

إن العقول والرؤوس المفكرة التي نحتاج إليها، لا في هذه البلاد فحسب، بل وفي الخارج أيضاً، فإذا ما ذهب مبلغ إلى بلد أجنبي، كان اللازم عليه، أن يقوم هناك بهذا الدور، فيجمع حول نفسه اثنين أو ثلاثة، من المسلمين المفكرين، يتداولون فيما بينهم شؤون تلك البلاد، وإمكانية هداية الناس، وإرسال المبلغين والمرشدين إلى الأطراف.

4 المؤهلات المطلوبة

ما هي المؤهلات المطلوب توفرها؟

إن المؤهلات، لأي أمر من الأمور، قد تكون ظاهرة بادية، في الإنسان الذي يريد القيام بذلك الأمر، وقد تكون مختفية مكنونة فيه.

فنفس الإنسان كالأرض الطيبة التي في باطنها مختلف أنواع المعادن والكنوز، القابلة للاستخراج... فإذا كانت المؤهلات مختفية في النفس، يتمكن الإنسان من استخراجها، بالوسائل المذكورة في علم النفس والأخلاق.

مثلاً: قد يكون الإنسان بادياً عليه الشجاعة والجرأة، وقد تكونان مختفيتين فيه، والذي اختفت فيه الشجاعة يتمكن أن ينمي هذه الملكة لديه _ ولو إلى حد ما _ بالإيحاء النفسي الدائم، وعدم المبالاة _ ولو تكلفاً _ بالأخطار وهكذا، حتى يصبح شجاعاً، بقدر ما أودع فيه من هذه الصفة...

ولست أقصد استواء الناس في كوامن النفس ففي الحديث: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة»(13).

إن المؤهلات التي يحتاج إليها المبلغ الديني في بلاد الغرب والشرق إذا لم تكن كاملة لديه ويريد الدخول في هذا الحقل، كان بإمكانه تكميلها إلى

حد مقدور بالممارسة، والمدارسة، والإيحاء والمطالعة.

أما المؤهلات، فهي كثيرة، أهمها:

1: الإخلاص لله سبحانه: بأن ينمي في نفسه ملكة الإخلاص، حتى تكون دعوته إلى الله ولله، فلا يرى إلا الله، ولايقصد سوى الله ولا يرجو إلا ثوابه ورضاه.

2: الحماس: فإن ميدان التبليغ والدعوة إلى الله، ليس بأقل من ميدان الجهاد، إن لم يكن أكثر، فإن منظر الحرب يثير في الإنسان تلقائياً الحماس، أما التبليغ والدعوة إلى الله فإنه مع حاجته إلى ذلك المقدار من الحماس، لا يثيره إلا إنماء الملكة على طول الخط، فالمبلغ بحاجة إلى الحماس، لأنه لولاه أصبح عمله جسماً بلا روح، وكلفة بدون سلامة، فعلى المبلغ أن ينمي في نفسه ملكة الحماس المتقد حتى يكون ذكره وفكره كله: الدعوة والتبليغ والنصح والإرشاد ليل نهار وبكل مناسبة، فينتهز كل فرصة لذلك، ولا يضيع ولا ساعة دون الوصول إلى الهدف الذي يتوخاه.

3: التقوى: بأن يكون متقياً ورعاً، ولا أقصد أن يكف نفسه فقط عن الملاذ الجسدية التي انغمس الغرب والشرق فيها إلى شحمة أذنه، بل أقصد أن يواظب على الطاعة، والإقبال على الله تعالى، حتى يرى في نفسه أنه صار من مصاديق قوله سبحانه: *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً*(14).

يهتز قلبه لذكر الله...

ويرتعش خوفاً من عقابه...

ومن الممكن إنماء مثل هذه الملكة في النفس، فإذا تسلح الإنسان المبلّغ بمثل هذه الملكة، كان نجاحه في مهمته مؤكداً، فيكون قد أدى إلى الإسلام خدمة مقدورة له، ربما أدت إلى نتائج طيبة جداً.

4: الحزم: ومعناه تحصيل العلم بمجاري الأمور، ومعرفة الأسباب، وكيفية التوصل إلى المسببات، وهذه ملكة تحصل للإنسان بطول المطالعة في الكتب المربوطة بهذه الملكة، ككتب علم النفس، وعلم الاجتماع،

وعلم السياسة، وعلم الأخلاق، وعلم النجاح...

أرأيت كيف يستخرج الطبيب الدواء الشافي من سقط دماغه لمرض المريض؟.

هكذا ينبغي أن يستخرج المبلغ العمل، أو القول، أو ما أشبه من سفط نفسه(15) لعلاج المشكلة التي يريد حلها، والهدف الذي يريد الوصول إليه.

فعليه أن يقدر الظروف والأشخاص والأحوال والعلاج، فرب شارب خمر ينقلع بالمال، وآخر بالتهديد، وثالث بالنصح، ورابع بالأخلاق الطيبة، وهكذا... ولا حاجة بعد ذكر الحزم، إلى ذكر الأخلاق الطيبة، إذ الأخلاق من أبواب الحزم(16).

5: اللغة: فإن المبلغ يحتاج إلى معرفة اللغة التي يتكلم الناس بها ليؤثر عليهم، إذ كيف يقدر الإنسان على الدعوة إلى الله وإرشاد الناس وهدايتهم والتأثير فيهم وهو لا يعرف لغتهم، ولكن ليعلم أن معرفة وتعلم اللغة ليس بالأمر الصعب الذي يحول بين الإنسان ومأربه في التبليغ والإرشاد، فإن بالإمكان تعلم المقدار اللازم من اللغة في ظرف ستة أشهر.

6: العلم بالقدر اللازم: والمقصود من القدر اللازم، العلم بالأوليات، فإن العلم كلما كان كثيراً كان أحسن قال تعالى: *وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً*(17)، إلا أن التبليغ والإرشاد في مراتبه الأولية لايحتاج إلى المبلغ من النوع الراقي، نعم يحتاج المبلغ البدائي إلى مستند قدير، فإذا أعضل عليه أمر استمد منه العلوم، وظفر على المجادل بواسطة ما يتلقاه من الأجوبة المستقاة من ذلك المنبع.

7: معرفة كيفية التبليغ وأساليب الإرشاد: فإن الشرائط تختلف باختلاف الزمان والمكان والمجتمع والمحيط وما إليها، ويلزم أن يكون المبلغ مراعياً لذلك غاية المراعاة...

وهذا غير الحزم الذي ذكرناه، إذ ربما يكون الإنسان حازماً ولكنه لا يتمكن من التبليغ المناسب، لأن للتبليغ مجاري وكيفيات خاصة، يلزم على المبلغ معرفتها والأخذ بها، إذا أراد النجاح في مهمته.

وهنا سؤال يفرض نفسه، وهو: من أين لنا هذه المجموعة من

المبلغين بهذه الشرائط؟.

والجواب: إن الأفراد الصالحين للتبليغ والدعوة في سبيل الله موجودون في كل مكان وزمان، وإنما اللازم استقطابهم بواسطة العقول المفكرة التي ذكرناها في الفصل المتقدم، شأن ذلك شأن سائر الأمور الكونية، التي تبتدئ ثم تثمر وتزدهر إذا صرف لها مقدار من العناية والرعاية.

5 الأموال

لعل من أهم الأمور التي يلزم حلها مسبقاً، قبل الشروع في الموضوع: هي المسألة المالية.

إذ يُسأل:من أين نحصل على المال الكافي لهذه المجموعة من المبلغين الذين ذكرتم أنه ينبغي إرسالهم إلى الغرب والشرق؟.

والجواب: الرجال والمشاريع هي التي تأتي بالأموال، لا أن الأموال هي التي تأتي بالرجال والمشاريع، ويمكن حل المشكلة عن طريق:

1: سعي العقول المفكرة، أو النخبة الخاصة لهذا الأمر، لجمع التبرعات المستمرة، بواسطة إبدال الاشتراكات، والصناديق الخيرية المنتشرة في المحلات، والأوقاف المنطبقة، والنذور والأثلاث وما أشبه التي يكون هذا المشروع من مصاديق تلك الموارد...

ومن تلك الموارد تشكل لجنة خاصة، للمقابلات الفردية مع أصحاب الثروة من المحسنين، للمساهمة في هذا المشروع، فإن الالتقاء بعشرة من الأثرياء مثلاً قد تنجح في قبول مساعدة واحد منهم، وذلك نجاح لا بأس به...

2: اهتمام المبلغين بالاقتصاد في الصرف، إلى أن يأتي الفرج.. فإن المشاريع تبتدئ بالقصد ثم تفتح عليها الكنوز والثروات بعد امتحانها بالنجاح الكامل، والاقتصاد مما يخفف

غلو النفقة، فبينما يتمكن مبلغ واحد بألف دينار _ مثلاً _ أن يعيش سنة، عيشة مرفهة، يتمكن مبلغان بهذا الألف أن يعيشا عيشة متواضعة، وكذلك في سائر الأمور المالية المرتبطة، كأجور النقل وما أشبه.

3: حث المبلغين على اتباع خطة أصحاب الرسول صلي الله عليه و اله والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، في التبليغ والدعوة إلى الله والاكتساب، بل هذه خطة كل من يريد النشوء والشروع، في

دين أو مبدأ أو فكرة، فلنأخذ ثماني عشرة ساعة للمبلغ في الليل والنهار _ بعد استثناء ست ساعات النوم _ فإذا خصصنا ست ساعات للتبليغ والدعوة والإرشاد، وست ساعات للاستراحة والصلاة والغذاء والمجاملات، تبقى ست ساعات للمكتب والعمل، وذلك مما يقوم بقسط وافر من النفقة، والعمل أمر شريف، فقد عمل الرسول صلي الله عليه و اله والإمام المرتضى عليه السلام وبعض الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) بأيديهم كما في الأحاديث...

وليس العمل خاصاً بمهنة معينة بذاتها قد لا تكون مناسبة له، بل هناك (الخياطة) و(الكتابة) و(الطبع) و(التجليد) و(التصحيح) وما أشبه، مما يتمكن الإنسان من إنجازها في داره، أو في مقره ولا ينافي كرامته الاجتماعية، بل العمل المباح شيء لا ينافي الكرامة غالباً، كيف وقد جاء في الحديث: «الكاسب حبيب الله»(18).

4: استفادة المبلغ في المجالات التبليغية من خيرات أصحاب الثروة المسلمين في البلاد الغربية والشرقية، وذلك بالاتصال بالعقول المفكرة بأنفسهم، أو بواسطة أولئك الأثرياء.

وإني أظن أن هذه المواد الأربعة لو اتبعت بحكمة، لأجل هذه المهمة، لأمكن إرسال مجموعة كبيرة من المبلغين والمرشدين إلى بلاد العالم، في مدة قصيرة نسبة.

ومن الممكن للجنة المسؤولة عن شؤون الدعوة والإرشاد من القيام بعملية حساب ما يحتاجه الواعظ من مال كاف في سفره وانتقاله إلى البلد الذي يريد الاستقرار والتبليغ فيه، كم هي؟ وكم يحتاج إليه من المصارف بالنحو المتواضع، لمعاشه لمدة سنة واحدة هناك، فتهيئ تلك المبالغ في بلده، ثم يسافر معتمداً على الله، وفي أثناء السنة يسعى للحصول على المال الكافي للبقاء هناك، كسباً أو تبرعاً، وما أشبه...

وإني لواثق أنه بهذه الكيفية سوف ينجح كثير من المبلغين والمرشدين، إذا أخلصوا، وكان لهم الحزم _ ولو بمقدار ابتدائي _.

6 القوة

لا

يخفى أن كل من يريد التبليغ والدعوة في سبيل الله، لابد له من (مال) يعيش به، و(نهج) يتبعه، و(هدف) يقصد السير نحوه، و(قوة) يستند إليها، وفي هذا الفصل نشير إلى (القوة) التي لابد للمبلغ حتى يستند إليها، كي يتمكن من إنجاز مهمته... وحيث

لا نملك قوة مادية _ في الحال الحاضر _ تتبنى المبلغين والمرشدين، فلابد من الاعتماد على القوة المعنوية وهي عبارة عن:

1_ قوة الله سبحانه: فمن يتوكل على الله فهو حسبه، وأنه سبحانه يجعل لمن اعتمد عليه واتقاه مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب، حتى أن هذه القوة المعنوية ربما ستبلغ من الشدة والصلابة بحيث تفوق جميع القوى المادية، ولا أقصد بذلك خطأ الاعتماد على القوة المادية، كيف وقد قال سبحانه: *وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ*(19).

كما لا أقصد أن قوة الله سبحانه أحياناً تصل فوق القوى المادية كيف ومن البديهي أن القوى المادية أقل وأضأل من أن تقاس بقوة الله تعالى التي هي جزء من مخلوقاته التي لا يعدها حساب؟.

بل أقصد: أن الاعتماد على الله سبحانه كثيراً ما يحدث في النفس قوة وصلابة يعتمد الإنسان عليها، فيسير إلى الأمام، بما لا يتمكن أن يسير مثله إذا كان عنده قوة مادية، بدون الاعتماد على عظمة القوة المعنوية.

2_ قوة الأخلاق: فإن الأخلاق تقرّب البعيد، وتلين الشديد، وتضعف القوي، وتقوي الضعيف، وتهزم العدو، وتخلق للإنسان مكانة في المجتمع مما يكل لسان الألدّاء بها، ويغمد سيف الأعداء، وفي المثل:

(من أصلح فاسده أرغم حاسده).

(ومن تحلى بالأخلاق لم يخف من الكيد والنفاق).

7 ما يحتاجه المبلغ

يحتاج المبلغ هناك إلى ثمانية أشياء يجب أن يضع منذ اليوم الأول التصميم اللازم لإنجازها، وهي:

1_ جمعية منسجمة معه في إنجاز مهام التبليغ والدعوة والإرشاد سواء كانت رسمية

أو غير رسمية.

2_ صناديق التبرعات، وكلما كان العدد أكثر كان أحسن، ومنها يستمد الأموال لمشاريعه.

3_ دار يسكنها.

4_ مكتبة يجمع فيها الشباب، ويجعلها مركزاً لنشاطاته الثقافية.

5_ مسجد يبنيه، إذا لم يكن في محله مسجد يكفيه.

6_ ناد، أو ندوة أسبوعية، لإلقاء المحاضرات ونشر العلوم والمعارف.

7 _ مجلة يصدرها، كل شهر أو كل شهرين مرة، وفي حالة القوة المادية والمعنوية تصدر بعدة لغات مختلفة.

8 _ مدرسة يربي فيها النشء.

وهناك أشياء حيوية ضرورية أخرى مثل (المستوصف) و(دار الأيتام) وما أشبه، توجب جلب ثقة الناس وتعين في تقدّم المبلّغ والتبليغ إلى الأمام، فقد مزج الإسلام الدين بالدنيا.

8 نهج الهداية

ومن الأمور المهمة التي يحتاج إليها المبلغ، لنجاح مهمة التبليغ والدعوة في سبيل الله:

جعل (نهج للهداية) للسير وفقه، فإن العمل بمنهاج سوّي، كالبناء بهندسة وتصميم، يبلغ الهدف بسرعة مدهشة، وبجمال وطرافة، يأخذ أقل قدر من الوقت ويعطي أكبر قدر من الفائدة.

فمثلاً يرسم المبلغ، في أول العام منهاجاً لما يريد القيام به في عامه المقبل كهذا:

1_ أهدي خمسين شاباً وشابة إلى الإسلام.

2_ أنشر كل أسبوع مقالة عن الإسلام وفضائله، في الجرائد والمجلات وسائر وسائل الإعلام.

3_ أؤلّف ثلاثة كتب حول جوانب الإسلام المختلفة.

4_ أكوّن عشرة أصدقاء من كبار أهل المدينة، سواء كانوا أثرياء أو وجهاء أو سياسيين أو كتّاباً أو ما أشبه، وذلك بقصد تعريفهم بالإسلام، وتحبيب الإسلام والمبلغين وأمور التبليغ إليهم.

5_ ألقي كل أسبوع محاضرة إسلامية في المسجد، أو الندوة أو المكتبة، أو الجامعة، أو...

6_ أترجم كتابين، أحدهما من الكتب الإسلامية إلى لغة أهل هذا البلد، والآخر من لغة أهل هذا البلد _ مما ينفع الإسلام والمسلمين _ إلى إحدى اللغات المتداولة عند المسلمين.

7_ أكوّن خمسين اتصالاً، مع المسلمين في الخارج بواسطة الرسائل.

8_ أهتم

لإلقاء خطابين حول الإسلام من دار الإذاعة والتلفزة، لتعريف أهل هذا البلد بالإسلام.

9_ أكافح لإقلاع عشرة من شرب الخمرة، وعشرة عن لعب القمار، وعشرة عن الاتصال الجنسي المحرم، وذلك ببيان مضرات هذه الأمور الصحية والاجتماعية وما إلى ذلك، فإن ذلك خطوة إلى نشر الإسلام وتقريب الناس إلى فلسفته.

10_ أطالع عشرين كتاباً في مختلف الشؤون الدينية وغير الدينية، وذلك لزيادة (المعلومات العامة) لأكون واعظاً واسع الأفق، مما يسبب قوة خطابتي وعلمي وقوة روحي.

11_ أهدي خمسين إسلامياً إلى مختلف المكتبات والمجلات المفيدة.

12_ ألتزم باحتفالات بمناسبة بعثة النبي صلي الله عليه و اله والغدير، وميلاد الإمام الصادق عليه السلام وميلاد الحجة بن الحسن المهدي *.

13_ أقوم بحفلات تأبينية بمناسبة وفاة النبي صلي الله عليه و اله ووفاة الزهراء * واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

14_ أقوم بطبع ونشر بطاقات تحوي كلمات الرسول صلي الله عليه و اله وكلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، بالخط البارز الملون، وأوزعها في المحلات العامة، لتنصب فيها، إلى غيرها مما يناسب البلد الذي يسكنه المبلغ ومما هو تحت طاقته.

ثم يشرع في إنجاز (القائمة) طول السنة..

وهكذا كل عام..

وقد يكون يقوى على الأكثر..

وربما يزيد في قائمته: (وأبعث خمسة من المبلغين إلى البلاد الأخرى) أو (أسافر خمسة أسفار للتعرف على أحوال المسلمين هناك) أو ما أشبه.

هذه صورة بدائية للتبليغ، في البلاد الغربية والشرقية، وما إليها، والله المسؤول إن يوفقنا للعلم والعمل، وينجز ما وعد المسلمين من النصر والأجر، وهو المستعان.

خاتمة روايات في العلم والعلماء

فضل العلم والعلماء

وجوب طلب العلم

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وإن الله يحب بغاة العلم»(20).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «طلب العلم فريضة»(21).

وسئل أبو الحسن عليه السلام: هل يسع

الناس ترك المسألة عما يحتاجون إليه؟ فقال: «لا»(22).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه»(23).

وقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ فقال عليه السلام: «كيف يتفقه هذا في دينه»(24).

من_زلة العالم

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن العلماء ورثة الأنبياء»(25).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد»(26).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من سلك طريقا يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به، وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر»(27).

ثواب العالم

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من علّم خيرا فله مثل أجر من عمل به» قلت: فإن علّمه غيره يجري ذلك له؟ قال: «إن علّمه الناس كلهم جرى له» قلت: فإن مات؟ قال: «وإن مات»(28).

وعن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: «لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج، إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال: أن أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم، وأن أحب عبيدي إليّ التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحلماء القابل عن الحكماء»(29).

محادثة العالم ومجالسته

قال موسى بن جعفر عليه السلام: «محادثة العالم على المزبلة خير من محادثة الجاهل على الزرابي»(30).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله»(31).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «تذاكر العلم دراسة، والدراسة صلاة حسنة»(32).

أقسام طلبة العلم

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «طلبة العلم ثلاثة، فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم، صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل.

فصاحب الجهل والمراء موذ ممار، متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع، فدق الله خيشومه وقطع منه حيزومه.

وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق، يستطيل على مثله من أشباهه، ويتواضع للأغنياء ممن هو دونه، فهو لحلاوتهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره.

وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد انحنى في برنسه، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه»(33).

فقد العالم

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه»(34).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء»(35).

وعن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: «إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثلم في الإسلام ثلمة لايسدها شيء، لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها»(36).

أخلاقيات العالم

الإخلاص

قال أبو عبد الله عليه السلام: «من تعلم العلم وعمل به وعلم لله، دعي في ملكوت السماوات عظيما فقيل تعلم لله وعمل لله وعلم لله»(37).

وعن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: *ليبلوكم أيكم أحسن عملا*(38)، قال: «ليس يعني أكثر عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله تعالى والنية الصادقة والحسنة» ثم قال: «الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عزوجل»(39).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: وبالإخلاص يكون الخلاص»(40).

وقال الصادق عليه السلام: «ولابد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون، لأنه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال: *إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا*(41)، وقال: *وأولئك هم الغافلون*(42).

وقال عليه السلام: «الإخلاص يجمع فواضل الأعمال، وهو معنى مفتاحه القبول وتوقيعه الرضا، فمن تقبل الله منه ويرضى عنه فهو المخلص وإن قل عمله، ومن لا يتقبل الله منه فليس بمخلص وإن كثر عمله، اعتبارا بآدم عليه السلام وإبليس عليه اللعنة، وعلامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل

محاب مع إصابة كل حركة وسكون، والمخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم والأعمال والعامل والمعمول بالعمل لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكل، وإذا فاته ذلك فاته الكل، وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول: هلك العاملون إلا العابدون، وهلك العابدون إلا العالمون، وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا المخلصون، وهلك المخلصون إلا المتقون، وهلك المتقون إلا الموقنون، وإن الموقنين لعلى خطر عظيم، قال الله تعالى: *واعبد ربك حتى يأتيك اليقين*(43)، وأدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته ثم لا يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربه مكافاة لعلمه بعمله أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، وأدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام وفي الآخرة النجاة من النار والفوز بالجنة»(44).

وعن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: «إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله»(45).

التوكل على الله

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الإيمان أربعة أركان، الرضا بقضاء الله، والتوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والتسليم لأمر الله»(46).

التقوى والزهد في الدنيا

عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، وعليكم بطول الركوع والسجود فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت»(47).

وقال أبو جعفر عليه السلام: «إن أشد العبادة الورع»(48).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل»(49).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عزوجل»(50).

وعن عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إني لا ألقاك إلا في السنين فأخبرني بشيء آخذ به، فقال: «أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه»(51).

قال أبو عبد الله عليه السلام قال عيسى ابن مريم (على نبينا وآله وعليه السلام): «ويل للعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار»(52).

وعن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إذا بلغت النفس هاهنا وأشار بيده إلى حلقه لم يكن للعالم توبة، ثم قرأ *إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة*(53)»(54).

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «منهومان لا يشبعان، طالب دنيا وطالب علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم، ومن تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع، ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا، ومن أراد به الدنيا

فهو حظه»(55).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب»(56).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على دينكم، فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب»(57).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «أوحى الله إلى داود عليه السلام لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم»(58).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا» قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: «اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم»(59).

الحلم

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم»(60).

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «إن من علامات الفقه الحلم والصمت»(61). أي الصمت عما لا يفيد.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «نعم وزير الإيمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم الرفق، ونعم وزير الرفق الصبر»(62).

الحزم

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «للحازم في كل فعل فضل»(63).

وقال عليه السلام: «من خالف الحزم هلك»(64).

وقال عليه السلام: «من أضاع الحزم تهور»(65).

وقال عليه السلام: «خذ بالحزم والزم العلم تحمد عواقبك»(66).

مكارم الأخلاق

قال عيسى ابن مريم عليه السلام: «يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي»، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال: «إن أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم» ثم قال عيسى عليه السلام: «بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل»(67).

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة، فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الأسباب والأمور، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب، ورداؤه المعروف، وماؤه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه محبة الأخيار»(68).

وعن حماد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله أخبرني عن مكارم الأخلاق، فقال: (العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك»(69).

قال أبو عبد الله عليه السلام للراوي: «ألا أحدثك بمكارم الأخلاق، الصفح عن الناس، ومواساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا»(70).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن لله عزوجل وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجدا والله سبحانه يحب

مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله نبيه صلي الله عليه و اله: *إنك لعلى خلق عظيم*(71)، قال: السخاء وحسن الخلق»(72).

مسؤولية العالم

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «زكاة العلم أن تعلمه عباد الله»(73).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قرأت في كتاب علي عليه السلام: إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل»(74).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد»(75).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله»(76).

وعن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: «إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، تلعنه كل دابة من دواب الأرض الصغار»(77).

العلم والعمل

عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: *إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ*(78)، قال: «يعني بالعلماء من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم»(79).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال في كلام له: «العلماء رجلان، رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى».

ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان اتباع الهوى وطول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة»(80).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العلم مقرون إلى العمل، فمن علم عمل ومن عمل علم، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه

وإلا ارتحل عنه»(81).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا»(82).

وقيل لأبي عبد الله عليه السلام: بم يعرف الناجي؟ قال عليه السلام: «من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع»(83).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له خطب به على المنبر: «أيها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق عن جهله، بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله، وكلاهما حائر بائر، لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا، ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا، ولا تدهنوا في الحق فتخسروا، وإن من الحق أن تفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا، وإن من أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه، وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه، ومن يطع الله يأمن ويستبشر، ومن يعص الله يخب ويندم»(84).

التفكر والمعرفة

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا يزيده سرعة السير إلا بعدا»(85).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، ألا إن الإيمان بعضه من بعض»(86).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح»(87).

وسئل عيسى عليه السلام: من أفضل الناس؟ قال: «من كان منطقه ذكرا، وصمته فكرا، ونظره عبرة»(88).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: «نبه بالتفكر قلبك،

وجاف عن الليل جنبك، واتق الله ربك»(89).

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: «ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله عزوجل»(90).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إن التفكر يدعو إلى البر والعمل به»(91).

وقال عليه السلام: «من فكر في العواقب أمن المعاطب»(92).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والاعتبار»(93).

وعن أبي الحسن الثالث عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: «العلم وراثة كريمة، والآداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية»(94).

وروي: «التفكر مرآتك تريك سيئاتك وحسناتك»(95).

وقال ابن عباس: (التفكر في الخير يدعو إلى العمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه)(96).

انتهاز الفرص

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الفرص تمر مر السحاب»(97).

وقال عليه السلام: «انتهزوا فرص الخير فإنها تمر مر السحاب»(98).

وقال عليه السلام: «الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود»(99).

وقال عليه السلام: «الفرصة غنم»(100).

وقال عليه السلام: «أشد الغصص فوت الفرص»(101).

وقال عليه السلام: «رحم الله امرأ اغتنم المهل وبادر العمل»(102).

وقال عليه السلام: «الفائت لا يعود»(103).

وقال عليه السلام: «الفوت حسرات محرقات»(104).

وقال عليه السلام: «من الخرق العجلة قبل الإمكان والأناة بعد إصابة الفرصة»(105).

التقدير في المعيشة

قال الإمام الباقر عليه السلام: «الكمال كل الكمال التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وتقدير المعيشة»(106).

وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال له: «يا عبيد إن السرف يورث الفقر وإن القصد يورث الغنى»(107).

وقال العالم عليه السلام: «ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر»(108).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إذا أراد الله بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة»(109).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «من علامات المؤمن ثلاث، حسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة، والتفقه في الدين».

وقال عليه السلام: «ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته ما يصلح لالدنياه ولا لآخرته»(110).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن القصد أمر يحبه الله عزوجل، وإن السرف أمر يبغضه الله عزوجل حتى طرحك النواة، فإنها تصلح لشيء وحتى صبك فضل شرابك»(111).

وقال أبي عبد الله الصادق عليه السلام: «ضمنت لمن اقتصد أن لايفتقر»(112).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «القصد مثراة والسرف متواة»(113).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله»(114).

وعن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: «الرفق نصف العيش، وما عال امرؤ في اقتصاد»(115).

***

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على

محمد وآله الطاهرين.

ذي القعدة / 1387ه_

كربلاء المقدسة

محمد

الهوامش

(1) سورة طه: 124-126.

(2) نهج البلاغة، الخطب: 108 ومن خطبة له عليه السلام وهي من خطب الملاحم.

(3) ترجمة عن كتاب (داستانها وخاطراتي از آية الله العظمى شيرازي) باللغة الفارسية: ص96.

(4) سورة الأحقاف: 31-32.

(5) سورة التوبة: 33.

(6) راجع مستدرك الوسائل: ج12 ص142 ب90 ضمن ح13731 وفيه: «انتهزوا فرص الخير...».

(7) سورة آل عمران: 110.

(8) سورة محمد: 7.

(9) سورة فصلت: 30.

(10) سورة الشورى: 15.

(11) سورة العصر: 3.

(12) كتاب في تهذيب النفس وإصلاح الأخلاق والإرشاد إلى حسن السياسة، جعلوه على ألسنة الحيوانات، نقله ابن المقفع عن الفارسية.

(13) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص380 ح5821.

(14) سورة الأنفال: 2.

(15) السفط: الذي يُعبى فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء، ويقال ما أسفط نفسه أي ما أطيبها، ويقال سفيط النفس أي سخيها وطيبها.

(16) على وجه من الوجوه.

(17) سورة طه: 114.

(18) شرح الأسماء الحسنى للسبزواري: ج1 ص246.

(19) سورة الأنفال: 60.

(20) الكافي: ج1 ص30 باب فرض العلم ووجوب طلبه و.. ح1.

(21) وسائل الشيعة: ج27 ص26 ب4 ح33116.

(22) الكافي: ج1 ص30 باب فرض العلم ووجوب طلبه ح3.

(23) تحف العقول: ص199 تفضيله العلم في ضمن وصيته عليه السلام.

(24) راجع بحار الأنوار: ج1 ص220-221 ب6 ح60.

(25) وسائل الشيعة: ج27 ص78 ب8 ح33247.

(26) بحار الأنوار: ج2 ص18 ب8 ح45.

(27) الكافي: ج1 ص34 باب ثواب العالم والمتعلم ح1.

(28) وسائل الشيعة: ج16 ص172-173 ب16 ح21270.

(29) الكافي: ج1 ص35 باب ثواب العلم و.. ح5.

(30) بحار الأنوار: ج1 ص205 ب4 ح27.

(31) الكافي: ج1 ص39 باب مجالسة العلماء و.. ح3.

(32) بحار الأنوار: ج1 ص206 ب4 ح37.

(33) مشكاة الأنوار: ص140 الفصل الثامن في العلم والعالم.

(34) بحار الأنوار: ج60 ص221 ب3 ح64.

(35) بحار الأنوار: ج1 ص220 ب6 ح56.

(36)

الكافي: ج1 ص38 باب فقد العلماء ح3.

(37) الكافي: ج1 ص35 باب ثواب العالم والمتعلّم ح6.

(38) سورة هود: 7.

(39) بحار الأنوار: ج67 ص250 ب54 ح26.

(40) وسائل الشيعة: ج1 ص59 ب8 ح124.

(41) سورة الفرقان: 44.

(42) سورة النحل: 108.

(43) سورة الحجر: 99.

(44) مستدرك الوسائل: ج1 ص99-100 ب8 ح86.

(45) بحار الأنوار: ج69 ص304 ب116 ضمن ح51.

(46) الكافي: ج2 ص56 باب المكارم ح5.

(47) وسائل الشيعة: ج15 ص245 ب21 ح20400.

(48) بحار الأنوار: ج67 ص297-298 ب57 ح5.

(49) بحار الأنوار: ج75 ص135 ب21 ضمن ح3.

(50) الكافي: ج2 ص73 باب الطاعة والتقوى ح1.

(51) بحار الأنوار: ج67 ص296 ب57 ح1.

(52) الكافي: ج1 ص47 باب لزوم الحجة على العالم ح2.

(53) سورة النساء: 17.

(54) الكافي: ج1 ص47 باب لزوم الحجة على العالم ح3.

(55) بحار الأنوار: ج2 ص34 ب9 ح31.

(56) وسائل الشيعة: ج27 ص78-79 ب8 ح33249.

(57) علل الشرائع: ج2 ص394 ب131 ح12.

(58) بحار الأنوار: ج2 ص107 ب15 ح8.

(59) الكافي: ج1 ص46 باب المستأكل بعلمه والمباهي به ح5.

(60) وسائل الشيعة: ج15 ص276 ب30 ح20503.

(61) وسائل الشيعة: ج12 ص182 ب117 ح16024.

(62) الكافي: ج1 ص48 باب النوادر ح3.

(63) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 أهمية الحزم وفضل الحازم ح10855.

(64) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 أهمية الحزم وفضل الحازم ح10856.

(65) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 أهمية الحزم وفضل الحازم ح10857.

(66) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 آثار الحزم وعلائمه ح10867.

(67) الكافي: ج1 ص37 باب صفة العلماء ح6.

(68) منية المريد: ص148 والأمر الثاني استعمال ما يعلمه كل منهما شيئاً فشيئاً.

(69) وسائل الشيعة: ج15 ص199 ب6 ح20272.

(70) بحار الأنوار: ج66 ص372-373 ب38 ح18.

(71) سورة القلم: 4.

(72) وسائل الشيعة: ج15 ص200 ب6 ح20275.

(73) الكافي: ج1 ص41 باب بذل العلم ح3.

(74) بحار الأنوار: ج2 ص67 ب13 ح14.

(75) الكافي:

ج1 ص47 باب لزوم الحجة على العالم ح1.

(76) بحار الأنوار: ج105 ص15 إجازة 28.

(77) وسائل الشيعة: ج16 ص270 ب40 ح21539.

(78) سورة فاطر: 28.

(79) الكافي: ج1 ص36 باب صفة العلماء ح2.

(80) بحار الأنوار: ج2ص106 ب15 ح2.

(81) مشكاة الأنوار: ج139 الفصل الثامن في العلم والعالم و..

(82) الكافي: ج1 ص44 باب استعمال العلم ح3.

(83) مشكاة الأنوار: ص84-85 الفصل الرابع في منزلة الشيعة..

(84) منية المريد: ص147 والأمر الثاني استعمال ما يعلمه كل..

(85) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص401-402 ومن ألفاظ رسول الله صلي الله عليه و اله ح5864.

(86) الكافي: ج1 ص44 باب من عمل بغير علم ح2.

(87) وسائل الشيعة: ج27 ص25 ب4 ح33112.

(88) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص250 باب التفكر.

(89) الكافي: ج2 ص54 باب التفكر ح1.

(90) وسائل الشيعة: ج15 ص196 ب5 ح20261.

(91) الكافي: ج2 ص55 باب التفكر 5.

(92) غرر الحكم ودرر الكلم: ص476 الفصل الرابع في العاقبة ح10917.

(93) وسائل الشيعة: ج15 ص197 ب5 ح20264.

(94) مستدرك الوسائل: ج11 ص184 ب5 ح12691.

(95) بحار الأنوار: ج68 ص325 ب80 ضمن ح19.

(96) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: ج1 ص251 باب التفكر.

(97) خصائص الأئمة: ص109 ومن كلامه عليه السلام في آخر عمره.

(98) غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 أهميتها وفوائدها ح10810.

(99) مستدرك الوسائل: ج12 ص142 ب90 ضمن ح13731.

(100) غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 أهميتها وفوائدها ح10813.

(101) مستدرك الوسائل: ج12 ص142 ب90 ضمن ح13731.

(102) غرر الحكم ودرر الكلم: ص473 أهميتها وفوائدها ح10822.

(103) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 عدم اغتنام الفرص وآثارها ح10832.

(104) غرر الحكم ودرر الكلم: ص474 عدم اغتنام الفرص ح10833.

(105) مستدرك الوسائل: ج12 ص73 ب68 ضمن ح13544.

(106) بحار الأنوار: ج75 ص172 ب22 ح5.

(107) من لا يحضره الفقيه: ج3 ص175 باب المعايش و.. ح3659.

(108) وسائل الشيعة: ج17

ص65 ب22 ح21993.

(109) الكافي: ج5 ص88 باب إصلاح المال ح5.

(110) تهذيب الأحكام: ج7 ص236 ب21 ح48.

(111) الكافي: ج4 ص52 باب فضل القصد ح2.

(112) من لا يحضره الفقيه: ج2 ص64 فضل القصد ح1721.

(113) وسائل الشيعة: ج21 ص552 ب25 ح27844.

(114) الكافي: ج4 ص54 باب فضل القصد ح12.

(115) وسائل الشيعة: ج21 ص553 ب25 ح27849.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.